قصة عن (( الفقر والكفاح))

في يوم من الأيام كان هناك رجل عجوز فقير يعيش في قرية صغيرة ،وكان بجانب القرية غابة يعتمد فيها على رزقه ، فكان كل يوم يستيقظ مبكرا ، ويصلي الفجر، ويدعو ربه ويتوكل عليه، ثم يذهب إلى الغابة ويستعين بالله ويبدأ بتقطيع الحطب وبيعه في السوق بدراهم قليلة، بعضها يشتري بها طعام ، والبعض الآخر يتصدق به رغم فقره ومعيشته الصعبة .

ففي يوم من الأيام بينما هذا الرجل الفقير ذاهب كعادته إلى الغابة ليجمع الحطب رأى منظرا مؤلما ؛ رأى قطة صغيرة تسقط من فوق بيت جاره فكسرة ساقها فتأثر بها كثيرا ؛ فأخذها وربط ساقها المكسورة ، وفي آخر النهار أخذ يشتري بالمال القليل الذي يجمعه من بيع الحطب طعام له وللقطة الصغيرة ، فاعتنى بها حتى شفيت ووقفت على ساقها من جديد ، فحمد الله وشكره .

وهو كعادته كل يوم يجمع الحطب ويبيعه ، أتى رجل غنيٌ كريم إلى السوق ، فرأى هذا الرجل العجوز يبيع الحطب ويقف في السوق حتى آخر النهار ، فلم يعجبه حاله فذهب إليه فقال : السلام عليكم ورحمة الله و بركاته .

العجوز : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

الرجل الغني : أأنت بمفردك في السوق ؟!! لا يوجد لك أبناء أو أحفاد يعملون عملك ؟

العجوز: لا أنا آخر رجل في عائلتي، وأكبر رجل في القرية.

ثم تأثر الغني به كثيراً فاشترى منه الحطب كله ، وأعطاه ضعف المال الذي كان يأخذه يوميا ، فظل هذا الرجل الغني يعتني بالرجل العجوز الفقير وينفق عليه ، حتى كان يتوفر عند العجوز المال ولا يشتري به شيئاً ؛ لأن الغني كان يعطيه المال ثم يرسل خدمه بطعامٍ وشراب يسد يوم الفقير ، وظل على هذا الحال كل يوم . فهذا كان جزاء عمله الحسن تجاه القطة الصغيرة عندما اعتنى بها حتى وقفت على رجلها ، فجزاه الله خير الجزاء ،فأرسل الله إليه هذا الرجل الغني ليجزيه خير العمل الذي فعله وهو فقير من تصدقٍ ومن اعتناءٍ بالقطة الصغيرة فصدق المقوله التي قالت (( ما نقص مالٌ من صدقةٍ )) ، فعندما توفي هذا الرجل العجوز حزن الناس جميعاً ، فكان خير قدوةً للناسِ في الكفاحِ و العملِ الصالحِ وعدم اليأس من الحياة من الحياةِ وحتى بعد الكبر ، حزن الرجل الغني حزناً شديدًا ، فلمعزة الرجل العجوز عند الرجل الغني سار الرجل الغني في جنازته ، ودفنه بيده.

هذا هو جزاء العمل الصالح .